اليوم وتكريسا لسياسة التميز التي نهجناها منذ تأسيس عائلتنا، نعلن عن "سواتو"!سواتو هو الشخصية التي تمثل عائلة سوات قاطبة، هو روح سوات التي تثابر وتتعب وتسهر الليالي سعيا إلى تقديم محتوى ترفيهي يليق وير
مانهوات التناسخ أو العودة للماضي أو "إيسيكاي"

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأعمال الفنية القصصية بمختلف أنواعها، لطالما شكلت مادة ترفيهية دسمة منذ الأزل بمختلف تجلياتها، القصص أو الروايات أو المسرحيات وصولا للأفلام والمسلسلات، ولكن موضوعنا اليوم نتناول فيه القصص المصورة التي تنتمي لشرق أسيا من مانجا ومانهوا، ومن بين مكتبة تضم أعمالا لا تعد ولا تحصى تجد تصانيف شائعة أكثر من غيرها وهذا ما سأتطرق له ونحلل معا سبب ذلك، فيا ترى لمَ نجد تصانيف شائعة أكثر من غيرها؟ وما الذي يدفع الناس لمتابعة تصنيف دون غيره؟
أولا مانهوات التناسخ أو العودة للماضي أو "إيسيكاي" بشتى أنواعها، رغم تكرار الخط الدرامي في أغلبهم، تجد أشهر المانهوات وأكثرها شعبية هي المانهوات من هذا النوع، وتفاصيل بسيطة فحسب تفرق بين كل عمل وآخر، فالقصة عموما تكون امرَأً عاش حياته ذليلا أو منقادا من الآخرين، وأفنى عمره في سبيلهم، وطيبته أو بالأحرى سذاجته جعلته يضع فيهم ثقة عمياء... وفجأة خانه أعز الناس إلى قلبه أو أشخاصا كانوا محلّ ثقة، فيعود بالزمن للثأر منهم وجعلهم يتذوقون مرارة ذات الكأس التي أذاقوه منها بل يُحل عليهم عقابا أليما، وأشهر الأعمال من هذا النوع نجد:
Return of the disaster class hero
Return of the frozen player
والنوع الثاني هو الذي يكون فيه البطل قويا شريرا لا يهاب أحدا، ما من قانون على هذه الأرض قادرٌ على احتجازه أو تكبيله، ولو أهانه أحدهم أو أساء إليه، يردّ له الصّاع عشرة أَصوُع ليس صاعين وحسب، وأشهر المانهوات في هذا النوع:
I am the fated villain
The return of the crazy demon
والنوع الثالث هو البطل الذي يبدأ ضعيفا ويصير أقوى تدريجيا، ويتميز هؤلاء الأبطال بالحظ والشجاعة ويشقون سبيلهم بين الأهوال بلا هوادة، من أشهر الأعمال التي تعتمد هذا الخط الدرامي:
Solo leveling
Legend of northern blood
The story of a low rang soldier becoming a monarch

الأعمال التي تنضوي تحت هذه التصنيفات تجدها الأكثر شعبية وهي التي تحصد المشاهدات أكثر من غيرها، لم هذا يا ترى؟
لم قصص مبتذلة ومكررة كهذه تحضى بهذا القدر من الشعبية؟ وما يزيد هذا النوع انتشارا هي سياسة المنتجين في كوريا واليابان، التي تلهث خلف الأرباح..
ولنفهم سبب شعبية هذا التصنيف لا بد لنا من العودة للماضي قليلا، وتحديدا سنة 1844 حيث نُشر أول عمل أدبي في هذا التصنيف، الرواية الأيقونية الغنية عن التعريف للروائي الفرنسي ألكسندر دوما.
بطل الرواية خانه أصدقاؤه وزج به في السجن ظلما وفقد كل شيء، ومن قعر هذا الجحيم صعد ووجد كنزا جعله رجلا ذا جاه وغنى ليعود متعطشا للثأر والقصاص من الذين سببوا له مأساته..
حققت هذه الرواية نجاحا ساحقا منقطع النظير آنداك، وحُولت لكل ما قد يخطر على البال، مسرحيات ومسلسلات وقصص مصورة وأنمي وغيرها الكثير..
فصارت هذه التوليفة مضمونة النجاح، كل ما يحتاجه الكاتب لعمل ناجح هو وضع بطل مغلوب على أمره يدمر مستقبله بفعل شخص ما ويعود للثأر بعدما يصير أقوى، فمشاهدة الانتقام تشكل نشوة لدى المتابع العادي لهذا لا يفشل هذا النوع من القصص أبدا في جذب المتابعين، هذا بالنسبة للنوع الأول..
أما النوع الثاني البطل الشرير، لم ينجذب الناس لشخص سيء الفِعال؟ فما من أحد منا يحب مخالطة ذوي التصرفات الفظة أو اللئيمة وعديمة الرحمة، لكننا نجد أنفسنا متورطين دون وعي منا في حب شخصية ما لها من الخصال الطيب، وسبب ذلك هو ما تمثله هذه الشخصيات..
يميزهم الكتاب بشخصيات فريدة وغامضة وحتى ساحرة، فكل خطوة تُقدم عليها توحي بالثقة المطلقة وأنها ستفعل شيئا غير متوقعا وخارج الفطرة السليمة، والورقة الرابحة التي يستعملها الكتاب لجعل هذه الشخصية محبوبة أكثر هو الماضي الأليم الذي مرت به وجعلها تريد تدمير هذا العالم أو تغييره، وخير مثال هو "جوكر" سواء من فيلم الفارس الأسود أو فيلم الجوكر الأخير الذي عُرض سنة 2019، هاته الشخصيات تستخدم المنطق لترينا جوانب أخرى من الحقيقة وتقتنع دون وعي بأفكارهم، فنحن لسنا في الجنة وعالمنا لا يقل قسوة عن القصص التي نتابعها لذا نحن نميل غريزيا إلى شخصية تفعل ما نحن عاجزون عنه من تمرد وانتزاع لحق مسلوب بالقوة أو كف ظلم لا طاقة لنا بكف أذاه.. وننتشي دون وعي بمشاهدة شخص يملك ما نفسنا تبتغيه..

والنوع الثالث، الأمر ليس مختلفا كثيرا عن النوع الثاني في الواقع، فالناس تنتشي بمشاهدة الضعيف يمزق ضعفه ويصير قويا قاسيا ما من شيء قادر على الوقوف في وجهه، وأقرب مثال هو سونغ جين وو من مانهوا سولو ليفلينغ، البطل بدأ ضعيفا مغلوبا على أمره لكن تدريجيا أضحى رجلا لا يهاب أحدا حتى الكيانات السامية عانت الأمرين على يده، واثقا في مشيته ذو أعينٍ ضارية تنضخ هبة ووقارا، نحن نميل لهذا النوع من الشخصيات لأننا نرى بعضا من صفاتها فينا، لهذا ننتشي برؤية تطورها، فالمتابعون استمتعوا ولو دون وعي منهم بهذا التحول في الشخصية، كما لاحظتم سلفا أكثرت من "دون وعي" فعكس ما يظن البعض أو الأغلب نحن لسنا مخيرين، إنما التجارب الذي عايشناها والذكريات وأسلوب الحياة كلها عوامل تحدد اختياراتنا وذوق الشخص في الأعمال الأدبية ليس استثناءً لذلك، فعلى سبيل المثال في كوريا التي تشيع فيها ظاهرة التنمر في المدارس تجد من أكثر التصانيف الشائعة في المانهوات والمسلسلات هي الأعمال التي تتناول هذه الظاهرة وكمثال آخر تحضى مانهوات الشوجو بشعبية منقطعة النظير لدى المراهقات والسبب في ذلك هو شغف هذه الأخيرة بالقصص الرومانسية الخيالية والأمير الوسيم والغني الذي ستعيش بقية حياتها سعيدة معه وتختار هذا التصنيف لتهرب للحظات من الواقع المليء بالضغوطات...
طبعا كل ما سبق يبقى محض أفكار قابلة للنقد والمناقشة وليست حقيقة مطلقة وإنما العلم عند الله وهذه محض اجتهادات من عباده.
بقلم : كاتشورو
تحرير: الأدمن
مقالات ذات صلة
للإجابة عن بعض أسئلتكم
للإجابة على بعض أسئلتكم 1/ لماذا تحذف التعليقات ؟ حينما قمنا بتغيير الموقع من ووردبريس للبرمجة خاصة قمنا بنقل كل الحسابات وكل الفصول ( الا 300 فصل كان فيها مشاكل ) وكل العضويات المميزة ، وبالت
موقع سوات الجديد
اليوم، السبت الموافق 22/07/2023، يتخلى فريق سوات عن موقعه نسخة الووردبريس لنتحول لموقع برمجة خاصة.كان هذا الموقع سبب شهرتنا من البداية حتى اليوم بنشر أعمالنا واقتطاع جزء كبير من الساحة لنا حيث كنا أول